جاء تقرير سوق العمل في المملكة المتحدة متوافقًا مع التوقعات، وفي بعض الجوانب تجاوز التوقعات. زادت معدلات التوظيف، وانخفض عدد طلبات إعانة البطالة - وهو مؤشر غير مباشر على انتعاش اقتصادي - ولا تزال نمو الأجور قوية، مما يدعم توقعات التضخم.

سيتم نشر تقرير التضخم لشهر أغسطس يوم الأربعاء. بعد أن ارتفع التضخم إلى 3.8% على أساس سنوي في يوليو، انخفضت احتمالية استمرار بنك إنجلترا في خفض الأسعار بشكل كبير، ومن غير المرجح أن يغير أغسطس الصورة الأكبر. من المتوقع أن ينخفض التضخم الأساسي من 3.8% إلى 3.6% على أساس سنوي، بينما من المتوقع أن يرتفع التضخم العام إلى 3.9%، وهو ما لا يخفف بالطبع من الضغوط السعرية.

الثقة في استمرار التعافي الاقتصادي المعتدل مدعومة ببيانات مؤشر مديري المشتريات القوية، خاصة في قطاع الخدمات، بينما يظل التصنيع ضعيفًا نسبيًا.

سيعقد بنك إنجلترا اجتماعه المقبل للسياسة النقدية يوم الخميس. من المتوقع أن يتم الحفاظ على سعر الفائدة عند 4.0%، مع توقع خفضين فقط حتى نهاية عام 2026. لكي تبدأ تخفيضات الأسعار، يجب أن تكون هناك علامات على ضغوط انكماشية، وبما أنه لا توجد أي منها، قد تتحول اللهجة إلى أكثر تشددًا. لا يزال السوق يرى فرصة كبيرة لخفض في نوفمبر، ولكن لكي يحدث ذلك، يجب أن تكون هناك علامات واضحة على انخفاض التضخم، مما يجعل التقرير ذا أهمية كبيرة للجنيه الإسترليني.

لم تتغير المواقف المضاربية على الجنيه الإسترليني كثيرًا خلال أسبوع التقرير - حيث بلغ صافي الموقف القصير -2.8 مليار دولار، لكن القيمة العادلة المقدرة ترتفع، على الرغم من هذا الموقف الهبوطي.

اخترق زوج الجنيه الإسترليني/الدولار الأمريكي مستوى المقاومة 1.3580/95، كما توقعنا الأسبوع الماضي، ويحاول البناء على هذا النجاح، متجهًا نحو 1.3787. هناك سببان رئيسيان لذلك: كالمعتاد، المخاوف بشأن ضعف الدولار واحتمال قيام الاحتياطي الفيدرالي بخفض الأسعار بشكل أسرع من المتوقع هذا الصيف، بالإضافة إلى التوقعات لبنك إنجلترا أكثر تشددًا، حيث أن الضغوط التضخمية في المملكة المتحدة لا تتراجع. إذا تطورت الأمور وفقًا لتوقعات السوق، فإن السيناريو المحتمل هو استمرار نمو الجنيه الإسترليني/الدولار الأمريكي نحو 1.3787. وقد تحول منطقة 1.3580/95 إلى دعم، والذي يبدو الآن قويًا للغاية.